image_pdfimage_print

هنا ولدنا و هنا سنموت. إننا لا نعرف وطنا غير هذا الكوكب الذي فتح ذراعيه ووفر كل الظروف لكي تنمو الخلية الأولى. من بين ملايير ممليرة من الكواكب، و حدها الأرض هي من سمح لنشوء الحياة على سطحه. نحن جد محظوظون بهذا. مجرد التفكير في إحتمال مماثل سيصبك بالجنون. على سطح هذه الأرض، عاشت ملايير الأنواع البيولوجية. الأرض تجمعنا. ‘نه وطننا جميعا. الإحتفاء بيوم الأرض هو عودة إلى الأصل و شكر لهذا الكوكب الأم على كل ماقدمه لنا. شكرا لك أيتها الأرض. لن أستطيع وصف الأرض كما فعل ذلك كارل ساجان ، أترككم مع هذه الكلمات  كتابه النقطة الزرقاء الباهتة : ”من زاوية النظر البعيدة هاته، قد لاتبدو للأرض أية أهمية خاصة. و لكن بالنسبة لنا، الأمر مختلف. انظر مرة أخرى إلى تلك النقطة، تلك النقطة هناك.. إنها الأرض. إنها نحن. تجد عليها كل من تحب، كل من تعرف، كل من سمعت عنه يوما، كل إنسان وجد يوما، عاش حياته هناك. إنها مجمعة أفراحنا و معاناتنا، الالاف من الديانات الواثقة من صحة معتقداتها، من الأيديولوجيات والتيارات الفكرية، ومن المذاهب الإقتصادية.. كل مسالم و مجرم، كل بطل و جبان، كل بان و مدمر للحضارة، كل ملك وعبد، كل عاشقين صغيرين، كل أب و أم، كل طفل متفائل، كل مخترع و مستكشف، كل معلم للأخلاق وكل سياسي فاسد، كل بطل خارق و كل قائد عظيم، كل قديس و كل مذنب في تاريخ جنسنا البشري الذي عاش هناك، على ذرة غبار معلقة بين أشعة الشمس..”

نظرة من محطة الفضاء الدولية ISS لرائدة الفضاء الأمريكية ترايسي كالدويل Tracy Caldwell.

إعداد : الحسين اطركي


الكاتب: الحسين اطركي