image_pdfimage_print

Sz2

ما هو مرض الفصام؟

الفصام  Schizophrenia :هو اضطراب دماغي مزمن، يفقد الشخص المصاب به ارتباطه بالواقع وقد يتزامن ذلك مع مزيج من الهلوسة والتوهمات واختلال بالغ في التفكير والسلوك .

ساهمت صعوبة وتعقد مرض الفصام في ظهور بعض المفاهيم الخاطئة، فخلافا للفكرة الشائعة : الفصام ليس انفصاما ولا تعددا للشخصية ( multiple personality disorder )، بل هو اختلال في التوازن المعتاد في التفكير والمشاعر.

يصيب مرض الفصام النساء والرجال على حد سواء، الذين  تتراوح أعمارهم ما بين 16 و 30 سنة. وعادة، لا يصاب الناس بالمرض بعد سن الخامسة و الأربعين.

الأعراض:

يمكن تقسيم أعراض الفصام إلى ثلاثة أنواع : أعراض إيجابية، أعراض سلبية و أعراض معرفية.

  • الأعراض الإيجابية:

هي أعراض نفسية ذهانية، وتشمل:

– الهلوسة  Hallucination : يمكن لمريض الفصام أن يسمع أصواتا أو يرى أشياء أو يشم روائح أو يشعر بأحاسيس في جسمه غير موجودة وغير حقيقية. وتعد الهلوسة السمعية أكثر أنواع الهلوسة شيوعا، حيث يسمع المريض أصواتا تحدثه، تعلق على سلوكه، تأمره بالإقدام على فعل بعض الأمورأو تحذره من خطر ما .

– التوهمات : هي معتقدات غريبة وخاطئة  يؤمن بها المريض إيمانا قويا، قد يعتقد المريض مثلا أن الجيران يتحكمون في سلوكه بواسطة موجات مغناطيسية أو أن الأشخاص الذين يظهرون في التلفاز يوجهون رسائل خاصة له أو قد  يدعي أنه المهدي المنتظر، يمكن للمريض أن يعاني أيضا من توهمات اضطهادية، فيعتقد أن الآخرين يحاولون إلحاق الأذى به عن طريق الغش والمضايقة والتسميم أو التجسس.

– اضطراب التفكير: حيث يعجز المريض عن ترتيب أفكاره وعن الربط بينها بشكل منطقي، قد يتكلم بطريقة مشوشة يصعب فهمها أو قد يتوقف المريض فجأة عن الحديث و يدعي أن أحدا سلبه أفكاره، كما يمكن أن  يبتكر كلمات جديدة بدون معنى.

– اضطرابات الحركة: تظهر على شكل حالة هيجان أو تكرار لبعض الحركات مرارا وتكرارا، أو على نقيض ذلك قد يصبح المريض في حالة سكون (جمود) يفقد خلالها القدرة على الحركة والكلام  و يظل مذهولا.

  • الأعراض السلبية:

هذه الأعراض يصعب التعرف عليها كجزء من المرض، ويمكن خلطه  بأعراض الاكتئاب، و تشمل :

– الانعزال و فقدان التفاعل

– فقدان الاحساس بالمتعة

– فقدان الإرادة

– قلة الكلام

يحتاج الأشخاص الذين يعانون من الأعراض السلبية للمساعدة على تلبية حاجاتهم اليومية، وغالبا ما يهملون نظافتهم الشخصية، الشيء الذي يعتبره البعض كسلا و لكنها في الواقع أعراض المرض.

  • الأعراض المعرفية:

يصعب التعرف عليها كجزء من الاضطراب وعادة لا يتم اكتشافها إلا بعد إجراء بعض الاختبارات، و تشمل هذه الأعراض:

– ضعف الوظيفة التنفيذية (القدرة على فهم المعلومة واستعمالها لاتخاذ القرار)

– ضعف التركيز والانتباه

– ضعف الذاكرة

  • أعراض المرض لدى المراهقين:

تشابه أعراض مرض الفصام لدى المراهقين  أعراض البالغين، إلا أنه يصعب التعرف على المرض لدى هذه الفئة العمرية، لأن بعض أعراض المرض المبكرة قد تكون مشابهة لبعض التغيرات السلوكية الشائعة أثناء فترة المراهقة.

تشمل هذه الأعراض المبكرة:

– الانعزال عن الأهل والأصدقاء

– تدني مستوى الأداء الدراسي

– اضطراب النوم

– مزاج مكتئب أو حاد

– الافتقار إلى الحافز

مقارنة بأعراض الفصام لدى البالغين، فإن المراهقين يعانون من الهلوسة البصرية بشكل أكبر ومن الأوهام بشكل أقل.

أسباب  الإصابة بالفصام:

لا يوجد سبب محدد و معروف لمرض الفصام، لكن يعتقد الباحثون ان السبب يعزى إلى مزيج من الأسباب الوراثية والبيئية ، كما  يُعتقد أن انعدام توازن  التفاعلات الكيميائية التي تشمل النواقل العصبية الدوبامين والغلوتمايت، في الدماغ يلعب دورا في الإصابة بالفُصام. إضافة إلى أن أدمغةَ المصابين بالفصام تبدو مختلفة عن أدمغة الأصحاء اختلافا بسيطا؛ فعلى سبيل المثال، الأجواف المليئة بالسائل في مركز الدماغ، واسمها “بطينات الدماغ”، تبدو عند المصابين بالفصام أكبر حجما مما هي عليه عندَ غير المصابين.

  • التشخيص:

إذا ما شك الطبيب في مرض الفصام، سيقوم بمراجعة التاريخ الطبي والنفسي للمريض، كما سيقوم بفحص سريري، وكذا بعض الفحوصات الطبية والنفسية، مثل :

– فحوصات الدم لاستبعاد أمراض أخرى لها أعراض مماثلة، الكشف عن الكحول والمخدرات في الدم،

– التصوير الإشعاعي للدماغ: التصوير بالرنين المغناطيسي أو بالأشعة المقطعية

– تقييم نفسي: يتحقق الطبيب من الحالة العقلية من خلال ملاحظة المظهر والسلوك، كما يستفسر عن مزاج المريض، الأفكار و الهلوسات أو الأوهام التي تراوده، عن تعاطيه للمخدرات، ويتحقق من إمكانية الإقدام على الانتحار أو أعمال العنف.

  • معايير تشخيص مرض الفصام:

ليتم تشخيص الفصام، يجب أن تكتمل المعايير الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM).

تشخيص مرض الفصام يشمل استبعاد الأمراض العقلية والنفسية الأخرى وعدم التعاطي للمخدرات أو بعض الأدوية، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يعاني الشخص من اثنتين على الأقل من الأعراض التالية في معظم الأوقات و لمدة شهر، مع وجود علامات الاضطراب لمدة تفوق  ستة  أشهر:

– التوهمات

– الهلوسة

– الكلام غير المترابط ( الذي يدل على التفكير غير المنظم)

– السلوك غير المنظم

– السلوك الخشبي و الذي يمكن أن يكون عبارة عن حالة ذهول (كالغيبوبة) أو سلوك غريب (فرط النشاط)

– الأعراض السلبية  .

العلاج:

لا يوجد علاج شاف لمرض الفصام العقلي.

و تعمل العلاجات المتوفرة على التقليص من شدة وتواتر أعراض المرض، و تشمل :

  • المعالجة الدوائية: مضادات الذهان هي الأدوية الأكثر استعمالا، إذ يعتقد أنها تسيطر على الأعراض من خلال التأثير على النواقل العصبية الدوبامين والسيروتونين الموجودة بالدماغ.
  • المعالجة النفسية الاجتماعية: إلى جانب الدواء و تشمل:
  • المعالجة الفردية: تعلم التعايش مع التوتر و التعرف على العلامات المبكرة المنذرة بحدوث انتكاسة يساعد مرضى الفصام على التحكم  في مرضهم.
  • التدرب على المهارات الاجتماعية: يركز على تحسين التواصل و التفاعل الاجتماعي.
  • المعالجة العائلية: لتثقيف عائلات المرضى و توفير الدعم لهم للتعامل مع مريض الفصام.
  • التأهيل و الدعم المهني: لمساعدة المرضى للبحث عن عمل والمحافظة عليه.

المصادر: 1  2 3

 الصورة


الكاتب: محمد أيت بهي