image_pdfimage_print

نعود للكتابة عن الانسان القديم. هذه المرة عن الانسان القزم Hobbit) Homo floresiensis) الذي يعود اكتشاف بقايا عظامه إلى سنة 2003 بجزيرة Flores بأندونيسيا، ومنذ ذلك الحين وهو يثير الكثير من اللغط بين الباحثين بسبب صعوبة تفسير طوله القصير وحجم دماغه الصغير مقارنة بجسده. يتميز هذا النوع بطول لا يتجاوز المتر مقابل 25 كغ. لكن هذا لا يمنع انه قادر على صيد الحيوانات وإشعال النار واستعمال أدوات مصقولة من الحجر.

Palaeontology

homo floresiensis  credit http://australianmuseum.net.au

دراسة جديدة نشرت نتائجها يوم 17أبريل الجاري حاول من خلالها باحثون من جامعة طوكيو تفسير المميزات الغريبة ل H. floresiensis الذي عاش في الجزيرة قبل 18000 سنة. حسب هؤلاء فإن هذا النوع هو نتاج تطور حدث في الجزيرة انطلاقا من erectus Homo (الانسان الواقف على قدمين) الذي تضاءلت أبعاد جسمه تدريجيا بسبب قلة الموارد. إذن فحجم دماغه الصغير الذي لا يتجاوز 426 سم مكعب، مقابل 860 ل Homo erectus و 1300 للإنسان الحالي، ناجم عن التأقلم مع الظروف السائدة في الجزيرة والمتميزة بمحدودية الغذاء.

هناك نظريات أخرى تحاول تفسير هذه المميزات : أولاها أن أصل Homo floresiensis هو Homo habilis، إلا أن عدم وجود آثار لهذا الأخير في القارة الأسيوية لا يدعم هذه النظرية. أما الثانية فتفترض أن سبب صغر حجم الدماغ هو الاصابة بمرض يسمى « Crétinisme » الذي يمكن أن يكون ناتجا عن نقص حاد في اليود.

 

المصدر :1

 


الكاتب: محمد أيت بهي