image_pdfimage_print

عند القيام بتمرين رياضي أو نشاط جسماني قوي، بعد فترة راحة أو نقاهة، يصيب عضلاتنا ألم، وذلك بعد يوم او يومين من النشاط العضلي، و قد يستمر هذا الألم عدة أيام. والاعتقاد الشائع لدى العديد منا هو أن سبب هذه الآلام راجع الى  تراكم الحمض اللبني في العضلات اثناء المجهود العضلي الشديد.

لكن هذا الاعتقاد تبين أنه خاطئ.

الحمض اللبني هو من مخلفات هدم الكليكوز داخل الألياف العضلية في غياب الأوكسيجين (التخمر اللبني) ، وفعلا يتراكم  هذا الحمض أثناء النشاط العضلي داخل العضلات، وهو ما يسبب الألم الذي نحس به أثناء المجهود العضلي ( عند الانتهاء من صعود السلالم مثلا) .لكن يتم التخلص منه في مدة لا تتجاوز الساعة، حيث ينتقل عبر الدم الى الكبد و يتم تحويله إلى مركبات أخرى .

أما  الآلام التي نتحدث عنها فتبقى لمدة طويلة، و تظهر بشكل متأخر، وقد تصيب عضلات لم تستهلك طاقة كبيرة ولم تنتج الحمض اللبني، و بالتالي لا علاقة لهذا الاخير بهذه الآلام.

الدراسات الحديثة التي أجريت على الحيوانات، بينت أن الالياف العضلية تتعرض لإصابات و خسائر مجهرية  بسبب بعض التمرينات الرياضية الشديدة ، خصوصا تلك التي تتطلب تمددا كبيرا للعضلات، حيث تحدث جروح في هذه الالياف يصاحبها إلتهاب محلي، يتجلى في  تسرب البلازما و الخلايا المناعية إليها، فتتورم بعد يوم أو يومين، ثم تتسرب نفايات الخلايا الممزقة إلى النهايات العصبية، فتظهر الآلام.

Image2

تشير الأسهم الى الخلايا المناعية التي تساهم في اصلاح الاضرار التي لحقت بالعضلة بعد تمرين شديد

كما أظهرت الصور التي التقطت لألياف عضلية بعد سلسلة من التمارين حدوث خلل في تنظيمها الداخلي، هذا الخلل يصيب اللييفات التي تسمح للعضلة بالتقلص (خييطات الاكتين) و كذلك البروتينات التي تنظم توزيع هذه اللييفات العضلية مثل الميوتيلين، وأيضا شبكة الانابيب المنتشرة داخل الخلية العضلية.

Image1

صورة بتقنية التفلور تظهر خللا في بنية بروتينات عضلية (ميوتيلين بالاحمر و الاكتين بالاخضر) بعد تمرين شديد

و يعتقد العلماء أن هذه الآلام هي بمثابة وقاية للعضلة كي لا نفرط في استعمالها حتى يتسنى لها القيام بإصلاح نفسها ، ثم تتهيأ لتحمل مجهود عضلي أقوى في التمارين الموالية و ذلك بتغيير في بنيتها أثناء عملية الترميم.

مراجع 1 2

 


الكاتب: رضوان بوهوش