image_pdfimage_print

يعتبر مرض “الإيبولا Ebola”مرضا فيروسيا معديا يصيب الإنسان وبعض الحيوانات أيضا، حيث تعتبر خفافيش الفاكهة المنحدرة من عائلة “Pteropodidae ” المضيف الطبيعي لهذا الفيروس. وقد اكتشف فيروس “الإيبولا” لأول مرة سنة 1976م .

14861104355_49fa3a1c21_o.jpg

وقد أظهرت آخر بيانات المنظمة العالمية للصحة (WHO)، أن مرض “الإيبولا” يعرف انتشارا متسارعا في الشهور الأخيرة، إذ بلغ إجمالي المصابين بهذا المرض إلى غاية نهاية شهر غشت 1975 حالة مرضية، منها 1069 حالة وفاة. لهذا، حذرت ذات المنظمة من خطر تفشي وانتشار هذا المرض متوقعة بلوغه “كينيا” المجاورة.

وخلال مقابلة أجريت مع الأخصائي ” ستيف مورس” (Steve MORSE)، أخصائي علم الأوبئة بجامعة كولومبيا، بشأن خطورة تفشي مرض الإيبولا وخصوصيات ذلك، توقع هذا الأخصائي أربعة مخاطر تخص انتشار “الإيبولا”، وتتجلى في:

  1. كون المرض سيعرف انتشارا مهما وبوتيرة متسارعة بالقارة الإفريقية، نظرا للارتفاع الصاروخي الذي عرفه عدد الإصابات المسجلة والتي تم إحصاؤها. لكن بعض الأخصائيين يتوقعون بدورهم إمكانية الحد من خطورة المرض وخطر تفشيه.

  1. سيبلغ مرض الإيبولا الولايات المتحدة وكندا إضافة إلى أوروبا الغربية، وذلك بفعل نزوح بعض المصابين من إفريقيا نحو هذه البلدان، دون درايتهم بإصابتهم أو حملهم للمرض. لكن حسب منظور “ستيف”، فهذه الحالات يمكن إحاطتها والحد من خطورتها، كما كان الشأن بالنسبة لتطويق مرض “سارس SARS” سنة 2003م من طرف الولايات المتحدة. لكن رغم ذلك، يلزم اتخاذ الاحتياطات الكافية للتصدي لهذا الوباء، خاصة بالنسبة للأشخاص المجندين لهذة المهمة والساهرين على تحقيقها، كونهم هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة.

  1. لا يمكن لمرض “الإيبولا”  أن يتطور لينتقل عبر الجو: فكما هو متعارف بأن مرض “الإيبولا”  ينتقل عن طريق التماس المباشر بين المريض والأشخاص المحيطين به، أو عن طريق الاتصال المباشر بالدم أو سوائل أخرى صادرة عن المصاب أو عن طريق الأدوات الحادة … وقد جاء على لسان “مورس”: “من غير المحتمل أن يتطور المرض لينتقل عبر الجو”. رغم وجود نظرية ترجح بإمكانية ذلك، إلا أنه من النادر أن يتغير مسار العدوى لينتقل عبر الجو.

  1. وجود عقار ضد “الإيبولا” طور التجريب، قد تنتج عنه عواقب أخلاقية وخيمة: وبهذا الصدد، سارعت العديد من الشركات إلى إنتاج عقاقير ضد المرض، إلا أن فعاليتها وسلامتها غير مضمونة، نظرا لضيق الوقت من جهة، ومن جهة أخرى فتكه بنسبة مهمة من الأفراد المصابين به، الشيء الذي يجعل من العقار خطرا في حد ذاته، إضافة إلى كونه مبادرة لا أخلاقية في حق البشرية. لكن رغم هذه المخاطر المحدقة بالعقاقير، فقد تساعد في تغيير مسار انتشار المرض أو الحد منه في المدى الطويل. ويستدل “ستيف مورس” على ذلك بتجربة “داء الكلب” المعروفة ب “Milwaukee Protocol”، والتي أنقذت حياة فتاة سنة 2004م. كما يضيف: “لا يمكننا أن ننكر قيمة هذا العلاج، خاصة وأننا لا ندري إن كانت فعالة أو لا؛ كما أنها ستكون معضلة مثيرة للاهتمام”.

 

اعداد: وفاء تدغي

التدقيق اللغوي: علي توعدي

 


الكاتب: المصطفى كريم