لم لا تترك جميع الطائرات مسارا خلفها ؟

قد يتساءل البعض منا عن سبب هذه المسارات البيضاء التي تخلفها الطائرات من ورائها في الجو، أهي عوادم مثلما هو الحال بالنسبة للسيارات في البر؟ ثم لماذا تظهر هذه الخطوط البيضاء تارة ولا تظهر أخرى؟

إعداد : نورة أبليق / تدقيق : مريم السهلاوي


 

قد تجدون بعض التفسيرات على الأنترنيت والتي ترجع سبب ظهور هذه المسارات الغازية إلى ما يسمى بنظرية “المؤامرة”، و هي مجموعة من التكهنات تقول بأن هذه الشرائط التي تخلفها الطائرات والتي يسمونها بالكمتريل “chemtrails”، أي المسارات الكيميائية “chemical trails”، هي عبارة عن غازات كيميائية سامة تنفثها الطائرات لاستهداف النظام البيولوجي و توازن المناخ بشعوب الدول النامية. و يقول فرونسوا بوتيي (باحث ب Météo-France )، أن هذه النظرية لا تعتمد سوى على تخمينات اعتباطية غير مقبولة علميا، فمن وجهة نظره نظرية “الكمتريل” مبنية بالأساس على مجموعة من التناقضات العلمية.

دعونا نتعرف أولا على سبب ظهور هذه الشرائط البيضاء :

 أثناء اشتغال محركات الطائرات تطرح في الغلاف الجوي كمية مهمة من الغازات الناتجة عن احتراق الوقود و بخار الماء، وبفعل تدخل عوامل الرطوبة والحرارة يتعرض بخار الماء وهذه الغازات إلى عملية التكاثف، هكذا تظهر المسارات واضحة في الجو.

يقول مؤيدو نظرية “الكمتريل” أن مسارات الطائرات تبقى ظاهرة للعيان لمدة طويلة قبل أن تتلاشى و تختفي، مما يؤكد أنها ليست عوادم عادية بل هي غازات سامة تبقى عالقة في الجو لمدة طويلة، فلو كانت مجرد مسارات ناتجة عن تكثف الغازات التي تخلفها الطائرات من ورائها، لاختفت في الجو بسرعة تحول دون إمكانية بقائها واضحة. و هذه المسألة خاطئة من الناحية العلمية لكون ظهور أو اختفاء تلك المسارات متعلق ضرورة بمجموعة من العوامل:

                 – رطوبة الجو.

                 – سرعة الرياح.

                 – كمية الكبريت والسخام التي يخلفها محرك الطائرة.

بالإضافة إلى أن إمكانية تأثير غازات “الكمتريل” على الدول النامية، مسألة مستبعدة علميا لكون الارتفاع الذي تتشكل فيه المسارات الغازية عال جدا (أزيد من 8000 كلم)، و بالتالي فإن هذه الغازات لا يمكنها أن تؤثر على فونة ولا فلورة منطقة معينة. أضف إلى ذلك كون الخطوط الجوية لا تغطي سوى جزء صغير جدا من سماء كوكبنا، مما يجعل إمكانية استهداف كل بقعة أرضية أمرا مستبعدا جدا…

 المصدر

الصورة