سلسة الإسعافات الأولية: الحلقة 2 – الفحص والتشخيص.

لابد أننا نعرف الكثير عن مختلف العمليات و التقنيات التي تمكن من إنقاذ  حياة شخص ما حسب نوع الإصابة، لكن أحيانا قد نجد صعوبة في تشخيص وفهم الإصابة نفسها، وبالتالي، كيف يمكننا معرفة نوع الإصابة ونحن في صراع مع الزمن من أجل إنقاذ روح من الموت ؟!

 كما يعرف الجميع، لا يمكننا إسعاف شخص ما دون معرفة نوع الإصابة، وكيفية التدخل والعمليات الواجب القيام بها، لذا فبعد اكتشاف إصابة شخص ما (اختناق، أزمة قلبية، نزيف…) والتأكد من أنه لا يزال على قيد الحياة، وبعد التأكد من إزالة جميع الأخطار التي يمكن أن تكرر وقوع الحادثة أو أن تهدد حياة المسعف أو المصاب (الحلقة 1) الرابط: [ http://scientific.ma/?p=17470 ] ، وجب على المسعف البدء وبسرعة في تشخيص حالة المصاب، مما سيمكنه من معرفة نوعية الإصابة، ودرجة الخطورة، ونوعية التدخل المطلوب من أجل البدء في عملية الإسعاف المناسبة، وكذا إخبار سيارة الاسعاف فور وصولها قصد توفير الوقت.

أول ما يجب على المسعف القيام به هو ملاحظة المصاب من الرأس الى القدمين، وكتابة بعض المعلومات في ورقة، أو القيام بتسجيل صوتي لهذه المعلومات أو حتى استخدام الذاكرة (ولأسباب أخلاقية أو قانونية في بعض الدول، يمنع أخذ صور أو شرائط فيديو للمصاب)، ومن بين المعلومات الواجب تسجيلها:

  • جنس المصاب (ذكر / اثنى).

  • السن (رضيع: 0-2 سنوات، طفل: 2-8 سنوات، بالغ: أكثر من 8 سنوات).

  • سلوك المصاب: فاقد الوعي، الصراخ، يتحرك ببطء، مصاب بدوار…

  • الحالة الصحية: وجود نزيف، وجود كسور و ذكر مكانها…

  • تطور الإصابة: هل يشعر المصاب بتحسن مع الوقت أو العكس؟

DIRECTION DE LA DEFENSE ET DE LA SECURITE CIVILES, MINISTÈRE DE L’INTÉRIEUR, république française ©

مسعف يقوم بفحص مصاب

وبعد ذلك يجب على المسعف التكلم إلى المصاب “هل تسمعني؟ هل أنت بخير؟”، وفي حالة عدم وجود إجابة، يطلب من المصاب القيام ببعض الحركات البسيطة: “افتح عينيك” أو “ارفع يدك”، أما بالنسبة للرضع يجب الضغط على اليد أو القدم و انتظار رد فعل الرضيع بتحريك يده أو قدمه، وفي حالة وجود إجابة من المصاب، يجب مساءلته حول الذي وقع، وهل يشعر بالألم و أين؟ وبعض المعلومات البسيطة التي يمكن أن تسهل عملية الإسعاف.

وللتمكن من تشخيص نوع الإصابة، على المسعف القيام باتباع الخطاطة التالية و الإجابة بنعم أو لا إلى غاية الوصول إلى نوع الإصابة،   و سنتطرق إلى طرق وتقنيات إسعاف كل إصابة على حدة في الحلقات المقبلة من سلسلة الإسعافات الأولية:

من الواجب كذلك على المسعف أن يقوم بمساعدة نفسية للمصاب، قصد تهدئته وكسب ثقته وعدم إخباره بتفاصيل الواقعة، وبالأخص عدم إخباره بوجود وفيات أو خسائر حتى تكلل الإسعافات الأولية بالنجاح.

الحلقة 0: مقدمة

الحلقة 1: نزع الخطر

المصادر:

marinspompiersdemarseille

First Aid, Survival, and CPR; F. A. Davis Company;  2012

guide pratique des premières secours; Dr. Daniel MEYRAN