سرطان الثدي: أسئلة وإجابات

ما هو الكشف المبكر عن سرطان الثدي؟ وما أهميته؟

 ما هي عوامل الخطر المؤدية إليه؟ وهل يمكن تفاديها؟

 ما هي الأعراض الأولية لهذا المرض؟

SEIN

1-  ما هو الكشف المبكر عن سرطان الثدي؟ وما هي أهميته؟

الكشف المبكر عن سرطان الثدي يعني اكتشاف المرض قبل ظهور أعراضه الأولى المحسوسة. لأنه حينما يكشف عن الورم بعد أن يؤدي إلى الأعراض المصاحبة له يكون في الغالب كبيرا في الحجم، بل وربما يكون قد بدأ في الانتشار خارج الثدي، مما يعقد عملية العلاج والمتابعة. بخلاف ذلك، فإن المرض في مراحله الأولى (قبل ظهور الأعراض) يتميز بورم محدود في الحجم وكذلك في رقعة الانتشار، وهما عاملان إيجابيان في استجابة المرض للعلاج.

يجزم أغلب الأطباء أن الكشف المبكر عن المرض ينقذ آلاف الأرواح كل عام. وحسب الجمعية الأمريكية للسرطان فإن الإقبال على الكشف المبكر يحسن حظوظ اكتشاف المرض في مراحله الأولى وبالتالي نجاعة العلاجات.

2-  ما هي عوامل الخطر للإصابة بسرطان الثدي؟

عامل الخطر هو أي شيء يمكن أن يؤثر على فرصة الإصابة بمرض ما، ليكن السرطان مثلا. لكن، تجدر الإشارة إلى أنه لا يكفي توفر واحد من هذه العوامل أو حتى بعضها مجتمعة حتى نجزم بإلزامية الإصابة بالسرطان. يظهر ذلك جليا من خلال النظر إلى أن أغلب النساء وإن توفرت فيهن بعض من هذه العوامل، إلا أنه لا يظهر لديهن المرض. في حين يمكن ملاحظة هذا المرض عند بعض النساء حتى مع غياب هذه العوامل (عدا كونهن نساء وتقدمهن في السن).

يمكن تقسيم هذه العوامل إلى عوامل لا يمكن التحكم فيها وأخرى قابلة للتغيير:

أ‌- عوامل الخطر التي لا يمكن تغييرها.

  • الجنس.

يعتبر مجرد كون الشخص أنثى عامل خطر رئيسيا للإصابة بسرطان الثدي. يمكن أن يظهر المرض أيضا عند الذكور. لكن شيوعه بين صفوفهم أقل ب100 مرة منه عند النساء. يرجح الباحثون أن يكون هذا الاختلاف ناجما عن توفر الرجال على نسب أقل من الهرمونات الأنثوية مثل الأوستروجين والبروجسترون، والتي تعمل على تحفيز نمو الخلايا السرطانية على مستوى الثدي، مقارنة مع نسبها عند النساء.

  • السن.

يزيد احتمال الإصابة بالسرطان بشكل عام، وبسرطان الثدي على وجه الخصوص، مع التقدم في السن. فقد أثبتت الدراسات بأن واحدا من ثماني سرطانات ثدي انتشارية (invasive breast cancer) نجدها عند النساء مادون 45 سنة، في حين تزيد هذه النسبة لتبلغ اثنين من بين ثلاثة عند النساء اللاتي يفوق عمرهن ال55 سنة.

  • عوامل الخطر الوراثية.

يُرجِع العلماء 5 إلى 10% من حالات سرطان الثدي إلى عوامل وراثية، مما يعني أنها ناتجة عن خلل في المورثات (طفرات).

  • ·التاريخ العائلي لسرطان الثدي.

أثبتت دراسات عديدة أن وجود سرطان الثدي عند الأقارب يزيد من خطر الإصابة بالمرض. فمثلا، كون أحد من أقارب الدرجة الأولى (أم أو أخت أو بنت) مصابا يزيد خطر الإصابة بالمرض إلى الضعف (*2). هذه الزيادة قد تبلغ ثلاثة أضعاف النسبة العادية في حالة إصابة شخصين من هؤلاء الأقارب.

  • ·التاريخ الشخصي مع سرطان الثدي.

يرتفع احتمال إصابة امرأة بسرطان في ثديها الثاني ليبلغ 3 إلى 4 أضعاف الحالة العادية إذا كانت مصابة به في ثديها الأول.

  • ·كثافة نسيج الثدي.

يتشكل الثدي من ثلاث  أنسجة رئيسية، وهي النسيج الذهني والنسيج الليفي والنسيج  الغددي. نقول إن نسيج الثدي كثيف حين تكون نسبة النسيجين الليفي والغددي كبيرة مقابل نقص في نسبة النسيج الذهني. أثبتت الدراسات أن النساء ذوات كثافة الثدي العالية أكثر عرضة للإصابة بالمرض من غيرهن. وللأسف فإن كثافة الثدي تحول كذلك دون الحصول على صور إشعاعية عالية الجودة. يمكن اعتبار التقدم في السن من العوامل الرئيسية لزيادة كثافة الثدي خصوصا إذا أرفق باستعمال هرمونات معالجة لأعراض بلوغ سن الضهي.

ب‌- عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة.

  • سن المرأة عند الحمل الأول، وعدد مرات الحمل.

النساء الأمهات لأول مرة بعد سن الثلاثين أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، في حين يعد الحمل المبكر والمتكرر عاملا مخفضا من هذه النسبة. يُرجع الباحثون هذه النتيجة إلى أن الحمل ينقص من العدد الإجمالي للدورة الشهرية خلال حياة المرأة، والتي يمكن أن تكون سببا في هذا المرض.

  • تنظيم الولادة.

أثبتت الدراسات أيضا بأن استعمال حبوب منع الحمل يرفع، وإن بشكل طفيف، من خطر الإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالنساء اللاتي لم يستعملن الحبوب بشكل مطلق. كما أن النساء اللواتي يتوقفن عن استعمالها خلال مدة تتجاوز ال10 سنوات يتخلصن من عمل الخطر هذا. لذلك يستحسن، حين العزم على استعمل هذه الحبوب، اللجوء إلى استشارة طبية تُناقَش فيها عوامل الخطر الأخرى.

  • الرضاعة الطبيعية.

تشير بعض الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي وخصوصا إذا استمرت مدة سنة ونصف إلى سنتين. غير أن إحجام النساء عن بلوغ هذه المدة يُصعب تأكيد هذه النتائج وخصوصا في بعض المجتمعات مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

  • التعاطي للكحول.  

الارتباط بين تعاطي المشروبات الكحولية والإصابة بسرطان الثدي ارتباط واضح، إذ أن عامل الخطر هذا يزيد كلما زاد الاستهلاك. كما أن هذا الإسراف يؤدي بشكل عام إلى أنواع أخرى من السرطان.

  • البدانة وزيادة الوزن.

قبل بلوغ سن الضهي يفرز المبيضان النسبة الأعلى من الأوستروجين، ويفرز النسيج الذهني النسبة الأقل. بعد هذه السن ، وحينما يتوقف المبيضان عن الإنتاج، يفرز النسيج الذهني النسبة الأعلى والتي سوف تتناسب اطرادا مع زيادة النسيج الذهني، مما يؤدي إلى الزيادة من خطر الإصابة بسرطان الثدي. ربما تعطي هذه الظاهرة تفسيرا للعلاقة الموثقة بين البدانة وزيادة خطر الإصابة بهذا المرض.

  • التغذية والتدخين.

تتضارب نتائج الدراسات المشتغلة على تحديد العلاقة بين خطر الإصابة بسرطان الثدي من جهة والنظام الغذائي و تعاطي التدخين من جهة أخرى. غير أن هذا الأخير أكثر قدرة على تحفيز السرطان لما يحتويه دخان السجائر من مواد، أثبت لدى القوارض، إمكانية وصولها إلى أنسجة الثدي، بل ووجودها في الحليب.

3- ما هي أعراض الإصابة بمرض السرطان؟

بالرغم من أن الكشف المبكر باستعمال التصوير الإشعاعي للثدي (Mammography) ساعد على الزيادة من عدد الحالات المكتشفة قبل ظهور الأعراض الأولى، إلا أن هناك حالات أخرى لا تكتشف إلا بعد ظهور واحد منها أو أكثر.

 أكثر أعراض سرطان الثدي شيوعا ظهور ورم جديد أو كتلة غير مؤلمة وقاسية على مستوى الثدي ، ولها حواف غير منتظمة. بالرغم من ذلك فإن سرطان الثدي يمكن أن يكون لينا  أو مستدير الشكل بل ومؤلما أحيانا. لهذا السبب، ينبغي أن تشكل أي كتلة تظهر على مستوى الثدي نذيرا للإسراع إلى طبيب مختص للقيام بالفحوصات اللازمة. يمكن تلخيص الأعراض الأخرى فيما يلي:

  • تهيج أو تنقر في جلد الثدي.
  • آلام على مستوى الثدي أو الحلمة.
  • انكماش حلمة الثدي.
  • احمرار أو تقشر أو سماكة الحلمة أو جلد الثدي.
  • خروج إفرازات غريبة من حلمة الثدي (دم أو قيح أو غيرهما).

المصدر: www.cancer.org/cancer/breastcancer/moreinformation/breastcancerearlydetection/breast-cancer-early-detection-pdf