سبب ارتفاع درجات الحرارة في الايام الاخيرة

2222
عرفت بلادنا في الايام الاخيرة ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة، خصوصا في السفوح الغربية لجبال الاطلس والريف و السهول المجاورة؛ وذلك بسبب وجود منخفض جوي قرب جزر الكناري، أدى الى هبوب الرياح من الجنوب الى الشمال في المغرب .

و لمعرفة درجات الحرارة المتوقعة، يتم دراسة طبقة جوية توجد على ارتفاع يقارب1500 متر و يشار إليها بالضغط الجوي الذي يميزها و الذي يقدر بـ 850hPa . و يتم اختيار هذه الطبقة لأن بعدها عن سطح الارض يجعل الحرارة على مستواها لا تتغير بين الليل و النهار ، و يتم تحديد درجة الحرارة على مستوى سطح الارض باضافة بضع درجات تتراوح بين 9 و 15 حسب عدة عوامل (كثافة السحب و الغيوم مثلا). و الصورة المرافقة هي لدرجات الحرارة على ذلك الارتفاع و المتوقعة زوال يوم الاثنين.

بتحليل هذه الصورة، والتي أضيفت اليها أسهم تبين اتجاه الرياح، يتبين أن هذه الطبقة أبرد في المناطق الجنوبية مقارنة بالسهول الغربية.

لتفسير هذه الظاهرة علينا ان نستحضر درسا حول التحولات الفيزيائية:
عندما نقوم بتسخين الماء ترتفع درجة حرارته الى حدود 100 حيث يتوقف الارتفاع الى حين تبخر كمية الماء بأكملها، هذه الطاقة الحرارية (chaleur latente)، التي لم تؤدي الى ارتفاع في درجة حرارة الماء، تبقى مخزنة في جزيئات بخار الماء و عند تكاثفه و تحوله الى ماء يتم تحرير هذه الطاقة.

الرياح القادمة من الجنوب محملة ببخار الماء (رطوبة) ،أي تحتوي على طاقة كامنة، و عند وصول هذه الرياح الى السفوح الجنوبية لجبال الاطلس ترتفع و تبرد فيتكاثف البخار و يتحول الى قطرات ماء تسقط على شكل امطار أو ندى، فيتم تحرير الطاقة الحرارية الكامنة في بخار الماء، و يؤدي ذلك الى ارتفاع درجة حرارة الهواء ببضع درجات. و أثناء نزول الهواء من الجهة الاخرى، بعد فقدانه لكمية مهمة من رطوبته ، ترتفع حرارته بسبب انخفاض الارتفاع ، و ستكون درجة حرارته اعلى من مثيله في نفس الارتفاع على السفح الجنوبي . وهكذا تصل هذه الرياح الحارة الى السهول و السواحل مؤدية الى ارتفاع محسوس في درجات الحرارة.
كما تتسبب هذه الظاهرة أيضا في جفاف على مستوى المناطق المتواجدة خلف السلاسل الجبلية بالنسبة للرياح الرطبة. بالنسبة للمغرب تأتينا هذه الرياح من جهة المحيط الاطلسي عموما، ولهذا تعاني السفوح الشرقية لجبال الاطلس من جفاف مزمن نتيجة فقدان الرياح لرطوبتها على السفوح الغربية لجبال الاطلس.