باحثون يتمكنون من معرفة هوية ملتقطي الصور انطلاقا من انعكاس صورتهم على القرنية

 لا ينفك العلم يذهلنا كل يوم وكل دقيقة وكل ثانية بقدراته المذهلة.اختراع هنا واكتشاف هناك. الشيء الجميل بشأن العلم أنه لا ولن يتوقف عن الإتيان بجديد. والجديد هذه المرة؛ ما يمكن استخلاصه من انعكاسات الضوء في عيون الأشخاص الذين نلتقط لهم صورا.

1

نقول بأن العيون هي مرآة الروح لكنها أيضا مرآة لرِؤية العالم من حولنا. فقد بين باحثون مؤخرا أن العين تعكس صورة للاشخاص الذين ننظر إليهم وبدقة تمكن من التعرف على هؤلاء الأشخاص. هذه النتائج يمكن تطبيقها في تحليل صور ضحايا الجرائم والذين التقطت لهم صور من طرف المعتدي عليهم كما يحدث في العديد من الجرائم.

وقد تمكن الباحثان “روب ينكس Rob Jenkins” من جامعة يورك بانكلترا و”كريستي كير Christie Kerr” من جامعة كلاسكو Glasgow من استخراج صور انطلاقا من انعكاس الضوء على القرنية.

في دراستهم تم استعمال آلة تصوير رقمية ذات دقة كبيرة 39 ميغابيكسل مع اضاءة ربعاية لغرفة التصوير. وقد وضع أربعة متطوعين بجانب المصور على شكل نصف دائرة امام الشخص الذي ستلتقط له الصورة.

الصور المحصل عليها كانت ذات جودة عالية 5400*7200 بيكسل. و بعد تكبيرها تم الحصول على مربعات صغيرة انطلاقا من العين وتم استخراج مقاطع تصور رؤوس وأكتاف الأشخاص الذين وضعوا أمام صاحب الصورة.

2 رغم أن الصور الملتقطة لهؤلاء لم تكن بالجودة العالية للتعرف عليهم الا أن أبحاثا أخرى بينت أن الإنسان بإمكانه تحديد هوية أشخاص سبق أن التقى بهم، انطلاقا من صور ذات جودة ضعيفة تقارب 7-10 بيكسل.

القائمون على هذه التجربة حصلوا على نتائج مشابهة، فقد تم التعرف على الأشخاص الواقفين أمام صاحب الصورة بنسبة اعلى من 50%.

وفد علق الباحث “روب ينكيس” على هذا البحث قائلا :”آمال كبيرة معقودة على مثل هذه الأبحاث، فالعالم محاط بالكاميرات الرقمية من كل الجوانب. ويتم التقاط أكثر من 40 مليون صورة يوميا فقط على موقع التواصل الاجتماعي انستغرام Instagram، بالإضافة إلى هذا فجودة الكاميرات تضاعف كل 12 شهرا تقريبا. العالم إذن مليء بالصورة ذات التفاصيل الدقيقة جدا، والتي يمكن استغلالها في تحليلها”.

المصدر