المواد الكيميائية في الأغذية المعلبة

يحذر علماء البيئة من خطورة المواد الكيميائية الاصطناعية المستخدمة في التغليف، التخزين، وتجهيز المواد الغذائية لكونها تشكل ضررا، على صحة الإنسان على المدى الطويل، لا يمكن التغاضي عنه. كما وضحوا في مجلة علم الأوبئة وصحة المجتمع أن”معظم هذه المواد ليست خاملة ويمكن أن تتسرب في الأطعمة التي نتناولها”.

food

Credit: © 06photo / Fotolia

على الرغم من أن بعض هذه المواد الكيميائية ذاتية التنظيم إلا أنه من المرجح أن الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة المعلبة أو المصنعة هم الأكثر عرضة بصفة دائمة لمستويات منخفضة من هذه المواد في جميع مراحل حياتهم.

إن المستهلكين لا زالوا يجهلون الآثار الخطيرة لهذه المواد والتي تظهر بعد مدة طويلة من الاستمرار في تناولها. من مكونات هذه المواد نجد الفورمالدهيد الذي يستعمل بشكل قانوني في القارورات البلاستيكية المستخدمة للمشروبات الغازية

وأدوات المائدة المصنوعة من الميلامين المسبب للسرطان وإن كان بنسب منخفضة دون إهمال بعض المواد الكيمائية الأخرى المعروفة التي من شانها أن تعرقل إنتاج الهرمونات كالبسفنول ا, التركلوزن تريبتيلتن و فتالات.

فالعدد الإجمالي للمواد الكيمائية المستخدمة عمدا في المواد الملامسة للأغذية يتجاوز 4000 مادة.

فمن شأن هذه المواد أن تحدث تغييرات خلوية و للأسف لا يوجد تحليل كميائي خاص بها في مختبرات التحاليل الروتينية المختصة في علم السموم مما يدفع الى التشكيك في مدى احترام تطبيق الاجراءات التنظيمية الكميائية,

رغم أن النقاش، الذي تطرق لخطورة هذه المواد على التغذية و تسببها في أمراض مزمنة، قد طرح من الناحية العلمية إلا ان المستفيدين من هذه المواد يحاولون إرضاء الجهات المسؤولة من أجل عدم الإفصاح عن حقيقة هذه المواد السامة.

لقد تم قبول فكرة مدى خطورة هذه المواد على صحة المستهلكين نتيجة للاستعمال اليومي الدائم رغم أنها غير مرئية إلا أن دراسة هذه الظاهرة لن تكون مهمة سهلة نظرا لاختلاف مستويات التعرض لهذه المواد بين الافراد ولصعوبة المقارنة.

لكن من الممكن أن يكون التقييم مرتكزا على السكان والرصيد البيولوجي وعلى دراسة العلاقة التي تربط هذه المواد الكميائية بالحالات المرضية مثل السرطان، السمنة، السكري، مرض الأعصاب و الاضطرابات الالتهابية و بمعرفة دورالملوثات البيئية،

و لأن معظم الأطعمة معلبة و أغلبية الساكنة عرضة لأضرارها يؤكد الباحثون على ضرورة ردم النقص الحاصل في معرفة الأخطار المحتملة على وجه السرعة.

 

المصدر 1