العلاقة بين المكملات الغذائية الخاصة ببناء العضلات وبين الإصابة بالسرطان

قد تغري المكملات الغذائية لبناء العضلات لما لها من تجليات على البنية الجسمية، إلا أن ما تخفيه من عواقب سلبية كفيل بأن يردع كل رياضي أو مهووس ببنيته الجسمية عن تناولها، فنسبة الإصابة بالسرطان الخصوي، حسب  الدورية الانجليزية للسرطان، أكبر بكثير لدى الأشخاص الذين تناولوا هذه المكملات سواء على شكل أقراص أو مساحيق مع مادتي الكرياتين و أندروستنديون.

muscle

يؤكد الباحث شينغ، أحد القائمين على هذه الدراسة، أن العلاقة بين المكملات و السرطان الخصوي حاضرة و جد قوية. فاستعمالات هذه المكملات سواء في سن مبكرة، أو امتدت على فترة زمنية طويلة، أو شملت الاستعمالات كافة الأنواع المتداولة، كلها تؤدي الى نفس النتائج الوخيمة.

و ارتفع معدل الاصابة بالسرطان الخصوي من 3.7 حالة لكل 100000 رجل سنة 1975 إلى 5.9 حالة لكل 100000 رجل سنة 2011. و لم تتأكد بعد للباحثين الأسباب الكامنة وراء هذا الإرتفاع المهول.

و تأتي هذه الدراسة لتؤثث فراغا في هذا المجال. حيث تعد أول دراسة وبائية تحليلية تكشف عن العلاقة المحتملة بين المكملات الغذائية و الإصابة بالسرطان انطلاقا من عدة دلائل.

دراسة الاحتمالات

لإجراء هذه الدراسة، قام فريق البحث الذي يقوده شينغ بإجراء مقابلات مفصلة مع ما يقرب من 900 رجل من ولاية ماساتشوستس و كونيكتيكت. لدى 356 من هؤلاء المستجوبين، شخص سرطان الخلية الجرثومية في الخصيتين، في حين أن 513 الباقين كانوا سليمين. ولا تقتصر فقط الأسئلة الموجهة لهذه الشريحة على المكملات الغذائية التي يستعملونها، بل أيضا على مجموعة من العوامل المحتملة الأخرى و المرتبطة بالسرطان مثل التدخين، استهلاك الكحول والعوامل الوراثية عبر طرح أسئلة عن التاريخ العائلي لسرطان الخصية، وأيضا بعض الأسئلة عن العادات الرياضية.

بعد تحليل النتائج التي توصل إليها فريق البحث، و تعداد جل العوامل المحتملة مثل عامل السن، العرق أو البيانات الديموغرافية الأخرى، استطاع الباحثون التوصل إلى أن الأشخاص الذين تناولوا المكملات الغذائية (نوع واحد أو أكثر مرة في الأسبوع و لمدة أربعة أسابيع متتالية)  لديهم معدل 1.65 (أي أنهم أكثر عرضة للإصابة بنسبة 65 بالمائة) من الأشخاص الذين لم يلجؤوا لهذه المكملات.

و قد أثبتت الدراسة أيضا أن معدل الإصابات قد وصل إلى 2.77 (أي خطر الإصابة بنسبة 177 بالمائة) عند الأشخاص الذين تناولوا أكثر من نوع من المكملات، و إلى  2.56 عند الأشخاص الذين استهلكوها لثلاث سنوات أو أكثر. أما بالنسبة للأشخاص الذين تناولوها عن عمر يقل عن 25 سنة، فاحتمالات الإصابة بسرطان الخصيتين كبيرة جدا، حيت يصل المعدل إلى 2.21.

و نظرا للاستعمالات المتفاوتة بين الأشخاص، و القابلية للاستجابة لتلك الجرعات، و نظرا أيضا لما توصل إليه العلماء من قرائن أولية من خلال هذه الدراسة تربط المكملات الغذائية بالسرطان الخصوي، فإن المكملات الغذائية الخاصة لبناء العضلات تصبح حقل بحث جديد يمكن أن تكون له أهمية علمية و سريرية بالغة. الهدف من وراء تعميق الأبحاث هو تحديد العلاقة السببية بين المكملات الغذائية و السرطان ، و إن تأكدت العلاقة استوجب البحث عن طرق منع تطور الخلايا الجرثومية الخصوية.

المصدر : جامعة بروان